الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإلى جانب ما يحقّقه المسلم من الثّواب على الطّاعة، وما يحصّله من منفعةٍ لقلبه، فإنّ ثمّة منافع تعود على صحّته.
يقول الدّكتور نظمي خليل أبو العطا حفظه الله [وهو أستاذ العلوم بجامعة " عين شمس "، والمدير لمركز "ابن النّفيس" بالبحرين، وله مؤلّفات علميّة طيّبة]:
" من الهديِ النّبويِّ الشّريف: إعفاءُ اللِّحى، وقصّ الشارب، أو حفّه، وفي امتثال المسلم لهذا الأمر النّبوي العديدُ من الفوائد العلميّة والدّنيوية، نذكر منها:
أوّلا: حلق اللِّحية يُفقِد الرّجلَ العديدَ من المميّزات الصحّية الّتي يتمتّع بها مطلِق اللّحية:
- فعند الحلاقة يزيل الإنسان الطّبقة الخارجية من الجلد، وهذه الطّبقة تمثّل خطَّ دفاع ميكانيكيّ ضدّ العدوى بالعديد من الأمراض.
والّذي يحلِق لحيتَه يُصبح عُرضةً للعدوى بالكائنات الحيّة الدقيقة الممرضة، خاصّةً الأمراض الفيروسية، والبكتيريّة، والفطريّة، مثل الثعلبة وغيرها.
- وإذا علمنا أن جرح الجلد أثناء الحلاقة وسيل الدم من الأمور الشّائعة، وكما أنّ عادة التّقبيل في الوجه انتشرت بين الرّجال هذه الأيّام، وأنّ اختلاط الدّم واردٌ بين أصحاب هذه العادة في السّلام، إذن فالّذي يحلِق لحيتَه عُرضةٌ للإصابة بالإيدز، والالتهاب الكبديّ، إذا اختلط دمُه بدم المريض الّذي يقبله.
إذن: الّذي يحلق لحيته فتح منافذ العدوى الجلديّة على مصارعه، وأفقد وجهَه مِيزةَ خطّ الدّفاع الجلديّ الّذي منّ الله به عليه.
ثانياً: شعر اللحية في الشّتاء يُدفِئ الوجهَ، ويحمِي العصبَ الوجهيّ من التعرض المباشر للبرد، خاصّةً عندَ قيادةِ السيّارة بسرعةٍ في الصّباح الباكر البارد، وهذا يحمِي المسلمَ من بعض أنواع الشّلل الوجهيّ النّصفي.
- كما أن اللّحية تغطّي تجاعيد الوجه المبكّرة، وتحفظ جلد الرّقبة الّذي عادةً ما يعاني منه العديدُ من الرّجال مبكّراً.
فإذا كانت هذه بعض الفوائد العلميّة في هذا الأمر - الّذي يعتبرُه البعض الآنَ غيرَ جوهريّ - فما هي الحِكَمُ والفوائدُ العلميّة في عظائم أوامر الإسلام ؟ "اهـ.
والله أعلم.